المشيمه المتقدمه و الملتصقه : كل ما تريد معرفته من أعراض وأسباب وطرق العلاج
سوف نعرض لكم اليوم موضوعاً في غاية الأهمية نتناول فيه كل ما يخص"المشيمه المتقدمه والمشيمة الملتصقه" وأحدث ما توصلت إليه الدراسات الطبية. هنا في ميدي دايجست سوف نساعدك في فهم كل تريد معرفته حول هذا الموضوع الهام.
مقدمة:
من المعروف لنا أن المشيمه تنفصل انفصالاً كلياً من جدار الرحم وقت الولادة وذلك بعد ولادة الجنين مباشرة. لذلك يطلق على المشيمه بأنها مشيمة ملتصقة عندما تنغرس بداخل جدار الرحم لدرجة لا يمكن انفصالها من الرحم وقت الولادة. وتسمي أيضاً بأنها المشيمة المنغرسة؛ أي أنها انغرست كلياً داخل جدار الرحم.
أولاً لابد أن نتعرف على، ما هي المشيمة؟
المشيمه هي عضو حيوي يتكون في رحم الأنثى يتكون خلال فترة الحمل. تعتبر المشيمة المصدر الرئيسي لتبادل الغذاء والأكسجين وكذلك التخلص من الفضلات، بين الجنين والأم عن طريق الحبل السري. تحتوي المشيمة على تشابك كبير من الأوعية الدموية التي تقوم بنقل المواد الغذائية والأكسجين من الأم إلى الطفل وإزالة الفضلات وثاني أكسيد الكربون من الجنين إلى الأم من خلال الحبل السري. وتقوم المشيمة أيضاً بتوفير الحاجزالأمني الذي يحمي الجنين من كل العوامل الضارة وانتقال العدوى . كل هذا يصف المشيمه الطبيعيه والتي تتميز بأنها قابلة للتمدد بشكل قوي حتى تلائم نمو الطفل داخل رحم الأم خلال فترة الحمل. وبعد ولادة الطفل، تنفصل انفصالاً كلياً لتخرج بعد خروج الطفل من رحم الأم بدقائق معدودة.
المشيمه المتقدمه و الملتصقه: الفرق بينهما وبين المشيمة الطبيعية |
يكون الوضع الطبيعي للمشيمة بداخل رحم الأم بداخل كيس منفصل غير منغرسة بجدار الرحم ، و في أي مكان بعيداَ عن عنق الرحم بأكثر من 2سم.وتنمو المشيمة بصورة طبيعية أثناء فترة حمل الجنين دون حدوث أي مشكلات صحية من قبلها، وتقوم بتوفير التغذية اللازمة لنو الجنين دون تقصير أو تراخي. لذلك يقوم الأطباء بمراقبتها بعناية خلال الفحوصات الطبية الدورية خلال فترة الحمل للتأكد من صحتها ووظيفتها السليمة.
المشيمه المتقدمه و الملتصقه: مفهوم وتعريف
في البداية، علينا أن نعرف ما هي بالضبط ما هو الفرق بين المشيمه المتقدمه و الملتصقه؟
*المشيمه المتقدمه والمشيمة الملتصقه هما عرضان مختلفتان يصفان صورة المشيمة خلال فترة الحمل. وهنا نوضح لكِ الفرق بينهما:
1. المشيمة المتقدمة (placenta previa): تحدث عندما تنغرس في موقع غير طبيعي وهو أسفل تجويف الرحم أي أنها في غير مكانها الطبيعي. وقد تصل إلى أنها تغطي فتحة عنق الرحم من الداخل. قد يؤدي ذلك إلى مشاكل خطيرة خلال الحمل والولادة، مثل نزيف حاد وتجلطات بالدم. يمكن رؤية المشيمة المتقدمة عندما يتم إجراء فحوصات التصوير الطبي المناسبة.تسمي أيضا بالمشيمة النازلة أو المنزاحة: حيث أنها تكون أسفل موضع الجنين بداخل الرحم.
2. المشيمة الملتصقة(Adherent placenta): تحدث عندما يتمدد الجزء المشيمي بشكل غير طبيعي ويتم التصاقه بالجدار الرحمي بشكل مفرط أو عميق لتنغرس بالجدار الرحمي دون سبب أو في احدى الندبات الجراحية السابقة بداخله. يعني هذا أن المشيمة تظل منغرسة وملتصقة بالرحم من الداخل ليصعب فصلها وقت الولادة. يعتبر الاكتشاف المبكر للمشيمة الملتصقه أمرًا هامًا لأنها قد تستدعي إجراء جراحي للحفاظ على سلامة الأم والطفل.
باختصار، الفرق بين المشيمه المتقدمه والمشيمة الملتصقه يكمن في الموقع والتمدد غير الطبيعي للمشيمة داخل الرحم. يتطلب كل حالة متابعة طبية دقيقة واهتمامًا لضمان سلامة كل من الأم والطفل خلال فترة الحمل والولادة.حوالي 5% - 10% من السيدات اللاتي يعانين من المشيمة المتقدمة يحدث لهن التصاق بالمشيمة لتصبح مشيمة ملتصقة.
أسباب حدوث المشيمه المتقدمه والملتصقه
يوجد العديد من العوامل محتملة والتي يُعتقد أنها لها دوراً كبيراً في الإصابة بالمشيمة المتقدمة أو الملتصقة، وتشمل:
- الولادة القيصرية: حيث أنها من أكثر أسباب حدوث المشيمة المتقدمة والملتصقة معاً. وتزداد نسبة حدوثها كلما ازادت عدد العمليات القيصرية في مرات الحمل السابقة.
- اجهاض متكرر وعمليات كحت الرحم: تنقشط بطانة الرحم التي تمنع انغراس المشيمة نتيجة القشط أثناء عمليات تفريغ الرحم في حالات الإجهاض غير الكامل.
- وجود عوامل وراثية: قد يكون هناك عوامل وراثية تتدخل في حدوث المشيمة الملتصقة، وهذا يجعل لبعض النساء تعرض أكبر لهذه الحالة بسبب العوامل الوراثة.
- معوقات بداخل الأوعية الدموية: بالتأكيد، أن وجود هذه المعوقات في أوعية الدم في جدار الرحم والمشيمة يؤدي إلى تطور المشيمة الملتصقة.
- عمرالأم المتقدم: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن النساء اللاتي يتجاوزن سن الثلاثين قد يكون لديهن مخاطر أعلى للإصابة بالمشيمة الملتصقة.
- التدخين: يُعتبر التدخين من أكثر العوامل المحتملة لحدوث المشيمة المتقدمة أو الملتصقة، حيث يؤثر على تدفق تيار الدم والأكسجين إلى الرحم ومن الأم إلي الجنين والعكس.
- تكرار الحدوث في الحمل السابق: إن وجود تاريخ سابق للمشيمة الملتصقة قد يزيد من خطر حدوثها في مرات الحمل التالية.
- وجود ندبات جراحية بالرحم: "placenta accreta" حيث تهاجر الخلايا المشيمية من خلال ندبة أو جرح في جدار الرحم لتلتصق بعضو أخر خارج الرحم، لتخطو خطي الأمراض السرطانية في الانتشار خارج موقعها وتسمي بالمهاجرة أو المتقدمة. وهي أبشع صور المشيمة الملتصقة.
مع ذلك، لا يمكن الجزم بالسبب الدقيق لحدوث المشيمة الملتصقة و المتقدمة . قد يكون هناك عوامل أخرى غير معروفة تشارك في حدوثها.
تأثيرات المشيمة المتقدمة والملتصقة على الحمل والصحة، هل المشيمة الملتصقة خطيرة؟
تعد المشيمة المتقدمة أو الملتصقة خطراً يهدد حياة الأمهات ويشكل رعباً لفرق المهن الطبية. المشيمة الملتصقة هي حالة نادرة تحدث عندما يتم "اللصق" أو التماسك الزائد بين المشيمة وجدار الرحم. هذا اللصق يمكن أن يكون جزئيًا أو كاملاً، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
إذا كانت المشيمة الملتصقة تؤثر على فتح عنق الرحم والولادة الطبيعية، فقد يكون هناك خطر على حياة الأم والجنين. قد يحدث نزيف حاد أثناء الولادة إذا تم تمزق المشيمه، وهذا يمكن أن يعرض حياة الأم والجنين للخطر. فعند وجود المشيمه المنخفضة، يمكن أن تتسبب في نزف خطير خلال الحمل أو الولادة، وتزيد من خطر حدوث تجلطات الدم وغيرها من المضاعفات الصحية الي قد تصل إلي وفاة الأم أو الجنين أو الاثنين معاً.
ننصحكي سيدتي بتوخي الحذر والمتابعة الجدية مع الأطباء المتخصصين، لما يوفر سلامتك وسلامة طفلك.
ما هي أعراض المشيمه الملتصقه والمتقدمه؟
المشيمه المتقدمه والملتصقه قد لا تسبب أعراضًا في بعض الحالات ويمكن اكتشافها فقط خلال فحوصات الحمل الروتينية من خلال الأشعة التليفزيونية. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد تظهر بعض الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود مشكلة في المشيمة. وتشمل هذه الأعراض:
- النزيف الرحمي: يعتبر نزيف الرحم الغزير هو أحد الأعراض الرئيسية للمشيمة الملتصقة أو المتقدمه. يمكن أن يكون النزيف مفاجئًا وغزيرًا أي أنه نزيف دون وجود ألم مصاحب.
- ألم البطن: في الغالب أن النزيف غير مصحوب بألم ولكن في بعض الأحيان قد يشعر بعض النساء بألم في البطن، وخاصة في الجزء السفلي من البطن. يمكن أن يكون الألم ثابتًا أو يحدث في نوبات.
متى تظهر المشيمة الملتصقة و المتقدمه في السونار؟
مضاعفات المشيمة المتقدمة والملتصقة، ما هي مخاطر المشيمه المتقدمه؟
ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها إذا كانت المشيمه متقدمة أو ملتصقة؟
هل هناك طرق لعلاج المشيمة الملتصقة؟
يتلخص علاج المشيمه المتقدمه المنغرسة التي تنغرس بغير مكانها عن طريق إتخاذ الإجراء المناسب ويكون ذلك من خلال تقييم الأعراض والمضاعفات التي تكون مرتبطة بوجود مشيمة ملتصقة أو متقدمة، وكما ذكرنا من قبل أن ليس كل حالات الـمَشيمة المُلتصِقة أو المشيمة المخترقة لجدارعضلة الرحم يتم التعامل معها بنفس الطرق.
1. في حالات حدوث الإصابة بمشيمة نازلة ولكن تبعد عن عنق الرحم بأكثر من 2سم و لا تغطي عنق الرحم: يتم علاج الأعراض فقط مثل مكملات الحديد لتجنب خطر الإصابة بأنيميا الدم بسبب فقد الدم المتكرر. وهذه الحالة يمكنها انتظار الولادة الطبيعية .
2. في حالات وجود مشيمة ملتصقة بجرح القيصيرية السابق ولكن غير نازلة: يتم الانتظار حتي موعد الولادة، تتم الولادة عن طريق تدخل جراجي والتعامل مع هذه الحالة عن طريق الولادة القيصرية وليس الولادة الطبيعية .
3. أما في حالة حدوث مشيمة ملتصقة ومتقدمة ،المخترقة بشكل لا يمكن فصله عن جدار الرحم: تتم الولادة بعملية قيصرية ويتم بعدها استئصال الرحم كلياً. وذلك لحماية الأم من الموت نتيجة عدم السيطرة علي النزيف الشديد الذي يحدث جراء التصاق مشيمة الرحم بأعضاء خارجية يتم فصلها عنهم وينتج ذلك نزف قوي لأن كما ذكرنا أم مشيمة الرحم هي عضو دموي غني بالأوعية الدموية الكثيرة لتغذية الطفل.
أحدث الابتكارات في مجال الدراسات الحديثة
في وقتنا هذا، لحسن الحظ، تسير الأبحاث الطبية والدراسات الحديثة في مجال المشيمه المتقدمه والملتصقه بخطى سريعة نحو الأمام. حيث يعمل العلماء والباحثون الطبيون على تطوير تقنيات جديدة وطرق تشخيصية دقيقة تهدف إلى تشخيص وعلاج هذه الحالات بشكل أكثر فعالية وأمانًا. تمكن الأطباء من اتخاذ الإجراءات اللازمة في أوقاتها مع التشخيص الطبي الدقيق والمبكر لكل حالات المشيمة المنخفضة والملتصقة.
من بين التطورات الحديثة في هذا المجال، يتم استخدام أشعة التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة فوق البنفسجية لتحديد موقع المشيمة بدقة وتشخيص نوعها. تساهم تلك التقنيات في تحديد العلاج الأمثل وتخطيط العمليات الجراحية بدقة عالية دون التأخر.