أعراض التهاب الأذن الداخلية والصداع.. عوامل تزيد من خطر الإصابة!

يُعتبر التهاب الأذن الداخلية أحد الأمراض الشائعة والمؤرقة التي تؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء. تتسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية في التهاب الاذن الداخلية، حيث ينتقل الالتهاب من الأذن الوسطى إلى الاذن الداخلية. يتسبب التورم والتهاب الأنسجة في تضييق الممرات الداخلية للأذن.

وهنا في هذا المقال سنتعرف على أعراض التهاب الأذن الداخلية بالتفصيل وعلاقتها بحدوث الدوخة والصداع، وكيفية علاجها.



الوخة المستمرة والصداع من أعراض التهاب الأذن الداخلية
أعراض التهاب الأذن الداخلية: الدوخة المستمرة والصداع

عدوى الأذن الداخلية تؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم الشديد، والدوار، وفقدان السمع المؤقت، والحساسية للضوضاء، والصداع، حيث ينتقل الالتهاب من الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية.

التهاب الأذن الداخلية عادة ما يؤثر على الاذن الوسطى الواقعة خلف الطبلة.




أمراض الأذن تنقسم إلي:


- التهاب بالاذن الخارجية: وهو إصابة الجزء الخارجي وكذلك لقناة الاذن، وقد يصل إلى العظام والغضاريف الأذنية ويحدث ذلك في الحالات المزمنة منه.

- التهاب بالأذن الوسطى وبالأكثر يصيب الأطفال.

- التهاب الأذن الوسطى الافرازي.

- التهاب الاذن الوسطى الطيراني.

- التهاب الأذن الداخلية


قد يكون التهاب الأذن الداخلية حادًا ومفاجئًا، أو قد يستمرأعراض التهاب الأذن الداخلية والصداع  لفترة طويلة ويصبح مزمنًا.. سيوجهك الطبيب أيضًا نحو خيارات العلاج المناسبة، سواء كانت تشمل الأدوية الموضعية أو العناية الذاتية أو في بعض الحالات النادرة، الجراحة.

تختلف الأعراض المرتبطة بالإصابة بالتهاب الأذن الداخليه والتي سوف نذكر منها الصداع المستمر، وما هي العلاقة بين الالتهاب بالاذن الداخلية والصداع.



ما هي وظيفة الأذن الداخلية؟


لنتعرف أولاً علي الاذن الداخلية كعضو هام في جسم الإنسان،

الدور الرئيسي هو تحويل الصوت إلى المخ والسمع والحفاظ على التوازن

تعد الأذن الداخلية جزءًا حيويًا من الجهاز السمعي وتلعب دورًا أساسياً في استقبال الصوت والحفاظ على التوازن في الجسم.

يتكون الجزء الرئيسي منها من القوقعة- والاذن الوترية- والقنوات السمعية الداخليه.

  • فيما يتعلق بالسمع، تلعب القوقعة دورًا حاسمًا في تحويل الإشارات الصوتية إلى إشارات عصبية يمكن للدماغ فهمها وتفسيرها. تحتوي القوقعة على خلايا شعرية تستقبل الاهتزازات الصوتية وتحوّلها إلى إشارات عصبية، ومن ثم تنتقل هذه الإشارات عبر العصب السمعي إلى الدماغ.

  • بالإضافة إلى السمع، تلعب الأذن الداخلية دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن والإحساس بالحركة. حيث تحتوي على بنية تُعرف باسم القواقع الدقيقة، وتحتوي هذه القواقع على سوائل وحبيبات صغيرة تستجيب للحركة و الجاذبية. عندما يتغير وضع الرأس أو يحدث حركة، تتحرك القواقع الدقيقة وترسل إشارات إلى الدماغ لتشارك في الحفاظ على التوازن وتنظيم الحركة في الجسم.

وبالمعنى الدقيق، الأذن الداخليه هي بمثابة محول حسي، حيث تقوم بتلقي الإشارات الصوتية وتحويلها إلى إشارات عصبية يستطيع الدماغ استيعابها وتفسيرها. بالإضافة إلى ذلك، تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في الحفاظ على التوازن والإحساس بالحركة في الجسم.



عندما نتحدث عن التهاب بالاذن الداخلية أو ما يسمى أيضاً الخلل الناتج عن مرض الاذن الداخليه فعلينا أن نذكر كل جزء على حدا:


- خلل في جزء الاذن الداخلية والمسؤول عن السمع، ويُسمى القوقعة.

- خلل في الأجزاء المسؤولة عن التوازن، وتُسمى الدهليز والقنوات الهلالية.

يحدث التهاب بالاذن عندما تصاب الاجزاء المسؤولة عن السمع والاتزان بالتورم والتهيج، ويكون ذلك عادةً نتيجة التعرض لإصابة تنفسية، أو عدوى بكتيرية أو فيروسية.



ما أسباب التهاب الأذن الداخلية؟


العدوى من أهم الأسباب في حدوث أعراض التهاب الأذن الداخلية والصداع وتتسبب في حدوث تورم واحمرار وتهيج الأنسجة داخلها. قد تتطور العدوى من عدوى فيروسية إلى عدوى بكتيرية نتيجة لانتشار البكتيريا أو الفيروسات من الأذن الوسطى إلى الأذن الداخليه من خلال قناة السمع الداخلية. قد يكون الأطفال هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن بسبب أن تشكل قنواتهم السمعية بشكل يحفز نقل العدوى.


ومن أمثلة الفيروسات المتسببة في حدوث التهابات الاذن الداخليه والوسطى:

فيروس الانفلونزا.

فيروس الهربس.

فيروس إبشتاين بار.

الفيروس المتسبب في حدوث شلل الأطفال.

العدوى البكتيرية قد تكون عدوى أولية أو ثانوية نتيجة التهاب في الجهاز التنفسي أو التهابات الحلق والأسنان، لكنها ليست بمعدل الفيروسات.



عوامل تزيد من خطر الإصابة بأعراض التهاب الاذن الداخلية


التهاب الأذن من الأمراض التي تصيب جميع الأعمار، الكبار وتخص بالأكثر الأطفال بسبب تشكيل القناة السمعية، ويصبح التهاب الاذن الداخليه أكثر خطورة نتيجة بعض العوامل. ومن أهم عوامل زيادة خطر الإصابة :


ضعف الجهاز المناعي: مرضي الأورام والمرضي بداء السكري

التهابات الجهاز التنفسي العلوي والسفلي.

التدخين بكثرة وبإستمرار.

الصوت العالي ووجود ضغط عصبي.

نتيجة الإصابات للرأس.

وجود التهاب مزمن أو سبق من ذي قبل في الاذن الوسطى.


ما هي أعراض التهاب الأذن الداخلية؟


أعراض التهاب الأذن الداخليه عند الكبار: قد تكون أعراض الإصابة غير ظاهرة كلياً على المصاب، ومن الممكن أن تظهر بعض أعراض قليلة ولكن أبرزها الدوخة المستمرة والصداع وتظهر في صورة:


ارتفاع بدرجة الحرارة أو الحمى

فقدان الاتزان الحركي

الإحساس بدوار الرأس.

الشعور بالغثيان والقيء أو الاستفراغ.

فقدان القدرة على التحرك أو السير .

مشاكل ضعف السمع أو فقدان السمع لفترات مؤقتة.

ألم مستمر داخل الرأس.

حدوث طنين بالأذن.

الشعور بالدوران مع الصداع المستمر الحاد أو الطفيف

خروج إفرازات أو صديد في الأذن.

عدم السيطرة على حركة العين المنتظمة.

الشعور بضغط داخل الأذن.

ألم بعضلات الفك وضعف عام بالجسم لدى الشخص المصاب.

انعدام القدرة على التركيز وصعوبة القيام بالأعمال المعتادة.

خلل الرؤية و زغللة بالعينين.


ظهور كل هذه الأعراض أو بعضاً منها من أعراض التهاب الأذن الداخلية والصداع وتجاهل استشارة الطبيب، سوف يسبب تطورا في حدوث مضاعفات والإصابة بمشاكل صحية أخرى. فلابد من زيارة واستشارة طبيب الأنف والأذن المختص، ليقوم بتقييم حالتك الصحية. ويساعدك في تشخيص التهاب الأذان وأفضل العلاجات لمثل هذه الإصابات.




هل يوجد مضاعفات التهاب الأذن الداخلية؟


يتساءل البعض عن، متى يكون التهاب الأذن خطير؟

إصابات التهاب الأذنين في حال تم علاجها مبكراً فغالباً تمضي دون مضاعفات خطيرة، لكن قد يحدث بعض المضاعفات وخاصةً الكبار في حال كان درجة الإلتهاب شديدة في حالات قليلة ومنها::


- تلف العصب الثامن مما يتسبب في إصابة دائمة في الاتزان.

- قد تسبب فقد جزئي أو كلي للسمع، وبالتالي يحتاج المريض إلي وسائل السمع المساعدة مثل سماعة الأذن.

- الصداع المستمر والشعور بالدوخة وعدم القدرة على التركيز والعمل.



هل التهاب الأذن يسبب ألم في الرأس والرقبة؟

بالطبع نعم، قد يسبب التهاب الأذن ألمًا في الرأس والرقبة. يمكن أن يؤثر على الأعصاب والأنسجة المحيطة في الأذن الوسطى، وعندما يحدث التهاب في هذه المنطقة، فإنه يمكن أن يسبب ألمًا ينتقل إلى مناطق أخرى من الرأس والرقبة.


يؤدي ذلك إلى تهيج الأعصاب التي ترتبط بالأذن، مثل العصب القحفي الذي يمر عبر الرقبة والرأس. هذا التهيج يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالألم في هذه المناطق.

بالإضافة إلى ذلك، قد ينتج عن الالتهاب زيادة الضغط داخل الأذن الوسطى، وهذا الضغط المرتفع قد ينتقل إلى المناطق المجاورة، مما يسبب ألمًا في الرأس والرقبة.





ما هي العلاقة بين التهابات الأذن الداخلية والصداع؟

الشعور بالدوخة والصداع من ضمن أعراض الاصابة بالتهاب الأذن الداخلية “Labyrinthitis” عن طريق العدوى سواء كانت فيروسية أو بكتيرية. وكما ذكرنا في السابق بأن فقد الإتزان والصداع من أبرز أعراض التهاب الأذن الداخلية . ويحدث أيضاً نتيجة التهاب الأوعية الدموية مع أمراض الجيوب الأنفية التي تصاحب الالتهابات التنفسية وكذلك الأعصاب الموجودة في تلك المنطقة وتؤدي إلى الشعور بالدوار مع صداع ودوخة بالرأس حيث أنها تؤثر بالجهاز العصبي.

وعند الإصابة بالتهاب ينتج عن ذلك اضطرابات وخيمة في توازن الجسم و خاصة الشعور الدائم بطنين الأذن. وقد تتطور المضاعفات إلى حدوث الصداع النصفي الدهليزي، فينتج عن ذلك الدوار وعدم الثبات والدوخة.



من ضمن محفزات حدوث الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية والصداع:

  • الإفراط في المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • التوتر النفسي والقلق الكثير.
  • التغيرات الهرمونية، كما يحدث في فترة الحيض.
  • التعرض لمؤثرات خارجية تحفز الإصابة بالصداع، مثل: التعرض للاضاءات الساطعة.
  • انخفاض جودة النوم، عدم أخذ القسط الكافي من النوم



ما هى طريقة تشخيص الإصابة بالتهاب الأذن الداخلية والصداع؟


يتم تشخيص اصابة التهاب الأذن الداخلية بطرق مختلفة يحددها الطبيب من خلال:


  • الفحص السريري العام مع أخذ السيرة المرضية للمصاب للتأكد من أعراض وعلامات التهاب الأذن الداخليه.

  • فحص القناة السمعية: فحص طبلة الأذن وتحركها، واستجابتها للصوت للتأكد من عدم وجود ثقب في نسيج الطبلة الأذن

  • فحص العدوى بالأذن: استخدام المنظار المخصص، ويقوم المنظار بالتحقق هل هناك وجود تراكم سوائل خلف الطبلة؟

يقوم الطبيب بالنفخ برفق في طبلة الأذن، لأن الهواء يحدث حركة في طبلة الأذن، فإذا كان هناك حركة طفيفة فهذا يدل الطبيب على وجود افرازات وسوائل خلفية بالأذن بالتوافق مع أعراض الإصابة.

  • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي على الأذنين الوسطى والداخليه في حالة الصداع المستمر ووجود أعراض خطيرة.



ما علاج التهاب الأذن الداخلية؟


ونتحدث هنا عن علاج التهاب الأذن الداخلية وفقاً إلى أعراض الالتهاب. إن كنت تتساءل عن كيفية علاج التهاب الاذن الداخليه، إليك أهم طرق العلاج، يشمل علاج التهاب الاذن مجموعة من الأدوية لعلاج كل أعراض يشكو منها المريض مثل:


1. الأدوية المضادة لعمل الهيستامين: وهي أقراص لا تتطلب وجود وصفة أو روشتة طبية وتقلل من أعراض فقد الاتزان والدوخة والدوار وكذلك الصداع والغثيان.

2. مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول و البروفين.

3. أدوية الكورتيكوستيرويدات أو الأدوية الإستيرويدية: لتهدئة الالتهاب مثل بريدنيزون، في حالة الأعراض الأكثر حدة والتي تشمل الأذن الوسطى أيضاً، يتم وصف الكورتيكوستيرويدات حتى يتم السيطرة على انتشار الالتهاب وعلاج الأعراض.

4. المضادات الحيوية: في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية.

5.العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل: عندما يتطور التهاب الأذن الداخليه إلى مرض مزمن فيتم إعادة التأهيل للأعصاب وخاصةً  العصب الدهليزي (vestibular rehabilitation)، يتضمن هذا العلاج تمارين فيزيائية مما يحسن الإتزان وتقليل الدوار والصداع.

6. الوقاية: من المهم جداً أن نقب أنفسنا أمراض الجهاز التنفسي والرئتين المتسببة فى نقل العدوى للأذن الوسطى والداخلية؛ مثل أمراض الأنفلونزا الموسمية وذلك عن طريق تطعيم الأنفلونزا الموسمية.

علاج الصداع المصاحب لإلتهاب الأذن الداخلية


تتم عملية علاج الصداع المصاحب لالتهاب الأذن الداخليه عن طريق مجموعة من الخطوات تساعد في تخفيفه ونذكر منها:


  • النوم الكافي والراحة في مكان هادئ وإضاءة خافتة.
  • عمل تدليك أو مساج للرقبة و الرأس.
  • تقليل كمية المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • المسكنات ومضادات الإلتهاب:مثل، الأسبرين



نصائح أثناء التعرض لنوبات الدوارالمصاحب لمرض الأذن الداخلية


يمكنك تقليل نوبات الدوار عن طريق اتباع تلك النصائح:


الحد من تغيرات الأوضاع المفاجئة ، مثل السرعة أثناء القيام أو السرعة في الجلوس.

عدم الإجهاد ، فعليك بالجلوس عندما تشعر بالدوخة أو الدوار.

تجنب الأضواء المباشرة والشاشات الساطعة خلال النوبة.

تخفيف حدة الأضواء أو يفضل الظلام التام.



في الختام،

التهاب الأذن الداخلية من الأمراض التي لا تستدعي القلق، حيث أن الإصابة قد تأتي وتنتهي بدون علامات أو أعراض، لكنه من الأفضل عند الشعور المتكرر بالدوار أو الصداع وفقدان الاتزان والدوخة بلا سبب واضح، وخاصةً بعد تعرضك لعدوى فيروسية أو بكتيرية لابد من زيارة طبيب مختص للاطمئنان.

وكانت هذه التفاصيل كافتها التي تتعلق بكل أعراض الأذن الداخلية والصداع، وما هي أفضل علاج هذه المشكلة.

* من الضروري عدم تجاهل أعراض التهاب الأذن الداخلية واللجوء إلى العناية الطبية المناسبة. فقد يساعد التشخيص السريع والعلاج الفوري في تجنب المضاعفات المحتملة والحد من الأعراض غير المريحة المرتبطة بهذه الحالة.



المصادر: